أول مواطن بريطاني يصاب بفيروس كورونا
كان يعمل البريطاني “كونور ريد” المغترب في احدى المدارس في مدينة ووهان بالصين لمدة سنة، حتى أصيب بفيروس كورونا المميت في شهر نوفمبر الماضي، ليصبح بذلك أول مواطن بريطاني يصاب بفيروس كورونا.
وطبقا لتصريحات الجريدة البريطانية “ديلي ميل”، فقد استطاع كونور المعلم الشاب البالغ من العمر ٢٥ عاما ان يتغلب على أزمة المرض التي عانى منها بشدة لعدة أسابيع، وصلت لمدة تقارب الشهرين، وإليكم التفاصيل التي حكاها كونور عن أيام معاناته مع المرض.
تفاصيل معاناته مع المرض
الاسبوع الاول من معاناته مع المرض
اليوم 1 : صرح كونور ريد وقال ان اليوم الأول من معاناته مع فيروس كورونا لا يمكن نسيانه وهو يوم الإثنين الموافق ٢٥ من نوفمبر الماضي، حيث بدأت أعراض الكورونا بالزكام واحتقان الانف والعطس الكثير، مثله كأي دور برد عادي (كما ظن كونور)، لذلك ذهب لعمله بشكل عادي ، ولكنه شعر بشئ غريب في عينيه جعل الاعراض تختلف نوعاً ما.
جدير بالذكر أنه في تلك الفترة من العام الماضي لم تكن هناك اي اخبار تمت اذاعتها عن الفيروس وعن وجوده.
أضاف كونور قائلاً: “لقد قدمت إلى الصين لغرض العمل كمدرس للغة الإنجليزية والتي تعتبر لغة أجنبية بالنسبة لسكانها، ومنذ سبعة أشهر اصبحت مديراً لإحدى المدارس في مدينة ووهان الصينية التي كنت أسكن فيها”.
اليوم 2 : احتقن حلق ريد والتهب مما جعله يقوم بما عودته عليه والدته منذ طفولته عندما يصاب بمثل هاته الاعراض والتي تكون في الغالب أعراض لنزلة البرد والانفلونزا المعتادة، وهو تسخين بعض الماء المخلوط بالعسل وشربه، تلك العادة التي لطالما آتت أكلها وكانت نتائجها سريعة ومذهلة ولكن اختلفت النتائج هذه المرة.
اليوم 3 : بالطبع توقف ريد عن التدخين تلك الفترة حتى يسرع من عملية الشفاء من هذا البرد الغريب الذي لا تتحسن الحالة فيه بالرغم من مرور ثلاثة أيام، وحتى يستطيع الرجوع الى عمله مرة أخرى.
كما توقف عن شرب الكحوليات، إلا أنه في بعض الأحيان كان يخلط الويسكي بالعسل ويشربه بغرض الشفاء العاجل.
اليوم 4 : قام المعلم البريطاني بالرقود في السرير كالطفل الصغير، وفي المساء تناول كأسا آخر من الويسكي، وأضاف قائلا “من الواضح أن الويسكي الصيني يعالج أغلب الأمراض المشهورة”.
اليوم 7 : في هذا اليوم تفاقمت الاعراض كثيرا، فقد سرى الالم في كل عظامه وكل مكان في جسده، واصبحت عيناه وكأنها تحترق، والسعال الجاف تضاعف بشدة لدرجة أنه كان يقتله من الألم الذي يسببه، والدوار يلازمه فلم يكن يستطيع النهوض حتى، فظل ملازما لفراشه مشاهدا لتلفازه ومحاولا ألا يسعل حتى يتجنب الألم الناتج عنه.
الاسبوع الثاني من معاناته مع المرض
خلال الاسبوع الثاني من معاناة ريد مع المرض لاحظ أن قطته صارت غريبة الاطوار ولم تعد على طبيعتها فلا تلعب معه كالمعتاد وفقدت شهيتها نحو الطعام، فعندما يقدم لها الطعام تظل كما هي.
اليوم 11 : بدأ يشعر ريد بالتحسن نوعا ما من الناحية الجسدية، فأعراض الانفلونزا بدأت في الانسحاب، ولكن للأسف ماتت قطته الصغيرة، وحزن عليها كثيرا ولم يكن يعرف ما السبب في وفاتها، ربما أصابها بنفس العدوى.
اليوم 12 : حدثت الانتكاسة على غير المتوقع، فبدأت أنفاسه تتقطع وبدأ يشعر بصعوبة في التنفس، فمجرد الذهاب للحمام صار يتطلب مجهودا شاقا يجعل ريد يتعرق ويلهث ويرتعش ويشعر بعد الاتزان والدوار، مما جعله يذهب للمشفى لعرض حالته على الأطباء اللذين بدورهم اخبروه انه يعاني من التهاب رئوي حاد ووصفوا له الدواء اللازم.
اليوم 14 : قام الشاب ريد بتسخين الماء لدرجة الغليان ثم وضع فيه الدواء وغطى رأسه بقطعة قماش وظل يستنشق الدواء من خلال بخار الماء المغلي لمدة تجاوزت الساعة، وذلك الأمر كان مريحا لفترة قصيرة فقط، ما جعله يكرره كل فترة.
الأسبوعان الثالث والرابع من معاناته
اليوم 18 : أصبحت أصوات الرئتين أفضل من السابق، فقد كانت تشبه حزمة الأعصان المحطمة.
اليوم 19 : تحسن حالة ريد الصحية إلى حد كبير، فأصبح يستطيع الخروج وشراء الدواء، كما تحسنت حاسة الشم لديه فأصبح يشم رائحة اكل الجيران وهو في المنزل، يبدوا ان شهيته بدأت تعود إليه بعد فقدانها لأكثر من اسبوعين.
اليوم 22 : انتهى اخيرا الالتهاب الرئوي لكن بقايا مازالت موجودة، فكان هناك الم شديد في الجيوب الأنفية كما كان هناك قرع مدوي في أذنيه.
اليوم 24 : الأعراض كلها زالت وأصبح في حالة جيدة، ولكنه ظل متعجبا مما فعله به دور البرد القاسي، فكيف له ان يستمر معه كل هذا الوقت ؟!!
الشهر الثاني من معاناته مع المرض
اليوم 36 : اخيرا .. بدأت الحكومة تشعر بأن هناك خطر يشكله هذا الفيروس الجديد الذي سيطر على المدينة خلال الفترة السابقة، مما جعل الشائعات حول حظر التجوال والمنع من السفر، مما اضطر ريد ان يشتري المواد الاساسية ويخزنها استعدادا للفترة القادمة.
اليوم 52 : جائه اشعار من المستشفى ليبلغه بأنه كان مصابا بفيروس جديد اسمه كورونا التاجي، كما انه من المفترض انه يجب ان يكون سعيدا فقد أصبح الآن محصنا ضد المرض ولن يصاب به مرة أخرى، وبالرغم من ذلك فإنه ملزم بارتداء القناع عند خروجه من المنزل حتى لا يتعرض للاعتقال من السلطات الصينية.
وجاء رده على صحيفة نيويورك بوست التي تروي قصته تحت عنوان “يدعي المعلم البريطاني انه حارب فيروس كورونا بالويسكي الساخن والعسل” قائلا: ليت الأمر كان بهذة السهولة.