ارتجاع الصمام الميترالي من أشهر الأمراض التي تصيب القلب وقد تؤدي إلى ضعف وفشل بعضلة القلب وتعجل بموت المريض إذا أُهملت وتطورت دون علاج او تدخل جراحي إذا تطلب الأمر ذلك.
ما هي وظيفة الصمام الميترالي
وظيفة الصمام الميترالي هي أنه مثل باب له اتجاه واحد بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر يسمح للدم بالمرور من الاذين إلى البطين ثم ينغلق فيمنع رجوع الدم مرة أخرى إلى الأذين.
ما معنى ارتجاع في الصمام الميترالي؟
في مرض ارتجاع الصمام الميترالي يكون هذا الانغلاق غير كامل حيث انه بعض من الدم يخترق الصمام ويرجع إلى الأذين مرة أخرى مما يسبب اتساع في الأذين الأيسر وحسب درجة الإرتجاع تحدث الأعراض التي تتمثل في النهجان والإجهاد الشديد وضيق النفس.
درجات ارتجاع الصمام الميترالي
ارتجاع الصمام الميترالي يتدرج كالآتي:
بدءاً الإرتجاع البسيط : والذي يكون في الغالب بدون أعراض ولكنه يظهر في فحص الموجات الصوتية للقلب (الإيكو) وقد يسمعه الطبيب عند الفحص السريري في شكل نفخة قلبية او الـ (Murmers) وهو صوت مميز لوجود خلل في صمامات القلب.
مروراً بالإرتجاع المتوسط : والذي في بعض المرضى يكون بلا أعراض أيضا ولكن في الأغلب يكون مصاحب للأعراض التي سيتم ذكرها لاحقا ولكنها تتحسن في أغلب الأوقات بالعلاج الدوائي ولا تحتاج لتدخل جراحي، ولكن هذا لا يمنع أنه في بعض الأحيان يحتاج بعض المرضى إلى تغيير الصمام أو إصلاحه.
وانتهاءً بالإرتجاع الشديد : الذي لا محالة يكون مسببا للأعراض الشديدة والتي يحتاج المريض عندها إلى إجراء عملية القلب المفتوح لتغيير الصمام الميترالي إو إصلاحه.
أعراض ارتجاع الصمام الميترالي
في أغلب الأحيان يبدأ ارتجاع الصمام الميترالي بالدرجة البسيطة منه والتي كما قلنا في النقطة السابقة تكون خالية من الأعراض ولا يتم اكتشافها غالبا الا بالفحص الطبي السريري او بالموجات الصوتية على القلب (الايكو) ولكن عندما يتطور الارتجاع إلى الدرجة المتوسطة او الشديدة والذي يكون عادة على مدار سنوات تظهر الأعراض على المريض والتي من أهمها ما يلي:
- الارهاق والاجهاد العام بالجسم ومع أقل مجهود.
- ضيق النفس والنهجان المستمر.
- اختلال ضربات القلب وسرعتها في اغلب الأحيان.
- رفرفة بالقلب وخفقان.
- تورم بالقدمين والكاحلين.
وهناك أعراض وعلامات تظهر أثناء الكشف الطبي السريري يكتشفها الطبيب المعالج أثناء الفحص ومن أهمها :
- سماع صوت النفخة القلبة والذي ينتج من تدفق الدم في عكس اتجاهه من خلال الصمام.
- رؤية الارتجاع وتقييم شدته ودرجته باستخدام جهاز الإيكو.
- ومن أهم العلامات التي توضح تطور الارتجاع في فحص الإيكو هو اتساع الأذين الأيسر وزيادة أبعاده.
- سماع صوت ارتشاح رئوي ووجود سوائل بالرئة.
- وجود تسارع بضربات أو نبض القلب نتيجة وجود خلل بنظم القلب.
- تسارع نفس المريض والنهجان المستمر.
- صعوبة الاستلقاء الكامل على الظهر والشعور بانقطاع النفس حينها.
هل يتطور ارتجاع الصمام الميترالي البسيط؟
في بعض الأحيان يبدأ ارتجاع الصمام الميترالي بالدرجة الشديدة منه حيث يتخطى درجتي الإرتجاع البسيط والمتوسط، ويكون السبب هنا وجود جلطة بالشريان التاجي والتي لا يصل بسببها الدم إلى بعض أجزاء الصمام الميترالي، مما يجعلها تضمر وتموت ويتلف الصمام ويفقد وظيفته الأساسية في خلال ساعات.
بالإضافة إلى ذلك، فمن أهم السمات التي تميز ارتجاع الصمام الميترالي الحاد، هي وجود ارتجاع شديد في فحص الإيكو بدون أن يتسع الأذين الأيسر وهذا على عكس ما يحدث في الارتجاع المزمن.
أنواع ارتجاع الصمام الميترالي
قبل كل شئ ينقسم ارتجاع الصمام الميترالي إلى نوعين رئيسيين وهما:
الإرتجاع الأولي
والذي يكون ناتج من خلل بتشريح الصمام نفسه أو تليف وضمور خلاياه بمرور الوقت نتيجة للأسباب التي سيرد ذكرها لاحقا.
الارتجاع الثانوي
والذي يكون ناتج عن وجود خلل بعيد عن الصمام مثل اتساع عضلة القلب والبطين الأيسر مما يسبب اتساع ممر الدم بالصمام الميترالي فيحدث الارتجاع من خلاله وهو مغلق.
أسباب ارتجاع الصمام الميترالي
لقد تعددت أسباب ارتجاع الصمام الميترالي ومن أشهرها ما يلي:
- الحمى الروماتيزمية والتهاب بطانة القلب.
- الجلطة القلبية.
- والتي تؤدي إلى الإرتجاع الحاد بالصمام الميترالي كما ذكرنا سابقا.
- العيوب الخلقية.
- فيكون الارتجاع موجود منذ ولادة المريض.
- تضخم واتساع عضلة القلب.
- مما يؤدي إلى ارتجاع ثانوي بالصمام الميترالي.
- ارتخاء وتدلي الصمام الميترالي.
- قد يؤدي إلى رجوع شرفات الصمام إلى داخل الأذين الأيسر ويسبب الارتجاع.
- وهناك عوامل خطورة قد تزيد من فرصة الإصابة بالمرض مثل:
- التعرض المستمر للإشعاع.
- التاريخ العائلي بوجود المرض.
هل ارتجاع الصمام الميترالي يسبب الموت
في بعض الأحيان قد تحدث مضاعفات للمرض قد تؤثر على حياة المريض وتعجل من وفاته ومن أهمها:
- ضعف عضلة القلب.
- ارتفاع ضغط الدم بالشريان الرئوي.
- الارتشاح الرئوي وتراكم السوائل بالرئتين.
- الرفرفة (الارتجاف) الأذيني مما يؤدي لسرعة ضربات القلب وحدوث الجلطات.
وبعد أن تكلمنا وذكرنا الأسباب والأعراض حان الدور لذكر ودراسة طرق التشخيص والعلاج.
تشخيص ارتجاع الصمام الميترالي
يتم التشخيص أولا عن طريق سؤال المريض عن التاريخ المرضي والأعراض التي تحدث له، ثم بالكشف الطبي وسماع أصوات القلب والتي يتم فيها سماع صوت النفخة القلبية التي تدل على وجود الارتجاع.
ثم بعد ذلك يتم عمل فحص الموجات الصوتية على القلب لمعرفة درجة الارتجاع وشدته.
ومن ثم يتم تحديد طرق العلاج الملائمة لكل مريض طبقا لحالته ومدى تأثير الأعراض على حياته ودرجة الإرتجاع.
علاج ارتجاع الصمام الميترالي
في بداية الأمر يتم بدأ علاج ارتجاع الصمام الميترالي عن طريق الأدوية التي يكون لها دور في تخفيف حدة الأعراض على المريض.
على سبيل المثال يتم إعطاء مدرات البول، والتي تساعد على تقليل الحمل على عضلة القلب وتحسن من عمله.
علاوة على ذلك، اذا لم يتمكن الدواء من العلاج المثالي، يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي والذي يكون إما عن طريق القسطرة القلبية، او عن طريق عمليات القلب المفتوح لتغير الصمام أو إصلاحه.
نصائح لمرضى ارتجاع الصمام الميترالي
بالتأكيد هناك نصائح لمرضى ارتجاع الصمام الميترالي، والتي إذا طبقوها وواظبوا على تنفيذها فسوف يحمون أنفسهم من تطور المرض.
كما أنهم إذا التزموا بتلك الوصايا فلن يتعرضوا للمضاعفات التي يسببها المرض مثل:
- ضعف عضلة القلب.
- ارتفاع ضغط الدم بالشريان الرئوي.
- الارتشاح الرئوي وتراكم السوائل بالرئتين.
- الرفرفة (الارتجاف) الأذيني مما يؤدي لسرعة ضربات القلب وحدوث الجلطات.
إليكم أهم هذة النصائح:
في بداية الأمر إذا تم التشخيص بالمرض عن طريق الفحص الطبي والإيكو، فيجب على المريض عمل الإيكو مرة أخرى كل 6 أشهر لمتابعة حالة الصمام والارتجاع.
ثانياً يجب على هؤلاء المرضى تقليل تناول الأملاح في الطعام حتى يقللوا من حبس المياه بالجسم وبالتالي تخفيف الحمل على القلب.
بالإضافة إلى ذلك يفضل التحكم في ضغط الدم لدى المرضى المصابون أيضا بارتفاع ضغط الدم والذي قد يزيد من سوء الارتجاع.
كما أنه إذا حدثت مضاعفات مثل الرفرفة (الإرتجاف الأذيني) فيجب على المريض تناول أدوية للسيولة للوقاية من حدوث جلطات.
الخلاصة
لتلخيص ما ورد ذكره في المقال، فإن ارتجاع الصمام الميترالي يمكن أن يحدث مع تقدم العمر وقد يحدث نتيجة الحمى الروماتيزمية وحسب درجته تكون الأعراض وطرق العلاج.
وتلخيصا للأعراض فإن أشهرها هو النهجان وضيق النفس مع أقل مجهود وتورم القدمين وإذا وصل المريض لتلك المرحلة فغالبا العلاج الدوائي لن يكون كافيا وعليه اللجوء للعلاج الجراحي.