ارتجاع المريء هو مرض ينتج من رجوع العصارة المعدية المحتوية على حمض الهيدروكلوريك المعدي من المعدة إلى المريء، وقد ينتج ذلك من اسباب عديده أهمها ضعف مزمن في العضلة العاصرة الموجودة بين المعدة والمرئ والتي وظيفتها الأساسية هي منع العصارة المعدية من الرجوع إلى المريء مرة أخرى.
ما هو ارتجاع المريء
ارتجاع المريء هو رجوع العصارة المعدية من المعدة إلى المرئ وأحيانا قد يصل رجوعها إلى البلعوم أو الفم والأسنان مما ينتج عنه طعم معدني سيء.
أسباب ارتجاع المريء
تعدد أسباب ارتجاع المريء ومن أهمها ما يلي:
1- العامل الجيني أو الوراثي
قد يكون ضعف العضلة العاصرة الموجودة بين المعدة والمريء والتي ذكرناها بالأعلى هو ضعف مزمن متوارث بالجينات في العائلة فقد يرثه الإبن من والده أو والدته أو حتى أعمامه وأخواله.
2- فتق الحجاب الحاجز
من أهم أسباب ارتجاع المرئ هو وحود فتق في الحجاب الحاجز يسمح للمعدة أن تصعد من التجويف البطني إلى التجويف الصدري حيث يكون الجزء العلوي من المعدة أعلى من الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز مما يقلل من القوة الضاغطة على اسفل المريء ويسمح برجوع الحمض المعدي إلى المريء وحدوث الارتجاع المريئي.
3- أمراض أخرى تسبب ارتجاع المرئ
هناك أمراض أخرى قد تكون عوامل مسببة ومساعدة لحدوث ارتجاع المرئ ومن أهمها ما يلي:
- ورم في الخلايا المفرزة لحمض المعدة مما يزيد من تركيزه داخل المعدة وفرصة حدوث ارتجاعه للمريء.
- مرض فرط افراز الحمض المعدي والمسمى بـ Zollinger Ellison Syndrome.
- مرض فتق الحجاب الحاجز والذي ذكرناه بالتفصيل في الأعلى.
أعراض ارتجاع المريء
أشهر أعراض ارتجاع المريء هو الشعور بألم شبيه بالحرقة والحموضة في منطقة الصدر والذي يزداد جدا بعد الوجبات الدسمة والمليئة بالدهون والتوابل الحارة، وقد يتشابه هذا الألم أحيانا مع ألم الذبحة الصدرية الناتجة عن ضيق في الشريان التاجي المغذي لجدار القلب السفلي.
ومن أعراض ارتجاع المرئ أيضا كما ذكرنا هو الشعور بطعم معدني سيء ناتج من وصل العصارة المعدية الحمضية إلى منطقة الفم والأسنان وينتج عنها أيضا بمرور الوقت ضعف في طبقة الأسنان والتهابات في اللثة كما قد تؤدي إلى التهابات في الحلق ورائحة كريهة للفم تظهر في الأغلب عند الاستيقاظ في الصباح.
وقد تصل العصارة المعدية إلى منطقة الحنجرة والأحبال الصوتية مما يسبب التهابات متكررة في الحنجرة والأحبال الصوتية والجهاز التنفسي وقد تؤدي إلى ضيق في التنفس بمرور الوقت.
أعراض ارتجاع المريء النفسية
وبالرغم من وجود أعراض حقيقية وعضوية لارتجاع المرئ إلا أنه بمرور الوقت قد ينتج عنها أعراض نفسية لارتجاع المرئ مثل الاكتئاب والوسواس القهري والخوف من الوفاة من مضاعفات ارتجاع المرئ.
ارتجاع المريء وضيق التنفس
العلاقة بين ارتجاع المريء وضيق التنفس علاقةقوية كما ذكرنا في الأعراض من قبل حيث أن العصارة المعدية قد تصل إلى الجهاز التنفسي وتسبب ضيق في التنفس ناتج من التهابات الأحبال الصوتية والحنجرة.
تشخيص ارتجاع المرئ
أفضل طريقة متبعة في تشخيص ارتجاع المرئ ولكن للأسف ليست شائعة الإستخدام هي عبارة عن وضع جهاز لقياس حمضية المنطقة السفلية للمريء على مدار 24 ساعة.
وهناك طرق أخرى يمكنها تشخيص ارتجاع المرئ ومضاعفاته مثل وجبة الباريوم وتصويرها بالأشعة السينية والمنظار الفموي وغيرها ولكن أكثر طرق تشخيص ارتجاع المرئ شيوعا هي تشخيصه عن طريق الأعراض والتاريخ المرضي والفحص السريري للمريض.
علاج ارتجاع المرئ
طرق علاج ارتجاع المرئ متعددة وغالبا ما يبدأ الأطباء بالعلاج الدوائي والذي يتضمن أدوية تقلل من إفراز الحمض المعدي مثل أنتوبرال واسماتاك وأدوية أخرى تقوي العضلة العاصرة بين المرئ والمعدة مثل جاسموفاك وغيرهم.
وهناك طرق علاج متقدمة وتتطلب تدخلات جراحية مثل عملية جراحية لعلاج فتق الحجاب الحاجز المسبب لمرض ارتجاع المرئ وعملية أخرى تزيد من قوة العضلة العاصرة تسمى Nissen Fundoplication وهي عبارة عن لف الجزء العلوي من المعدة حول الجزء السفلي من المرئ وربطه لتقوية الفاصل بينهما.
علاج ارتجاع المرئ نهائيا
في اغلب الأحيان لا يمكن علاج ارتجاع المرئ نهائيا حيث أنه مرض مزمن ويبقى مع المريض حتى وفاته إلا أنه في بعض الأحيان قد يكون التدخل الجراحي الذي ذكرناه في الفقرة السابقة سببا في علاج ارتجاع المرئ نهائيا.
الكاتب : د. ضياء أسعد (طبيب القلب والأوعية الدموية والقسطرة القلبية والأمراض الباطنة)
2 thoughts on “ارتجاع المريء | الأسباب – الأعراض – التشخيص – العلاج بشكل نهائي”